وُلِدَت الفنّانة السوريّة شذى الصفدي في الجولان المحتلّ عام 1982، وأنهت دراستها في مجال الحفر والطباعة في «معهد أدهم إسماعيل» عام 2003. التحقت بـ «كلّيّة الفنون الجميلة» في «جامعة دمشق» حيث درست «التصوير الزيتيّ». تنشط في مؤسّسة «مركز فاتح المدرّس للثقافة والفنون» في الجولان المحتلّ، وعُرِضَت أعمالها في مجموعة من المعارض في أماكن مختلفة منها دمشق، حلب، القدس، رام الله، بير زيت، بيت لحم، أميو – السويد، ولندن. إضافة إلى معرض شخصيّ في «مركز فاتح المدرّس» عام 2006.
شاركت الصفدي في حركة «القافلة الثقافيّة السوريّة» الّتي نظّمت نشاطات ومعارض في عدد من الدول الأوروبيّة منها فرنسا، النرويج، إسبانيا وبلجيكا. في عام 2008 حصل عملها «في حضرة الغراب» على المرتبة الثالثة في «جائزة الفنّان الشابّ» الّتي تمنحها «مؤسّسة عبد المحسن القطّان»، وحازت عام 2014 على الإقامة الفنّيّة في «المدينة الدوليّة للفنون» في باريس لمدّة ثلاثة أشهر.
تنشر فُسْحَة - ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا يضمّ مجموعة من أعمال الصفدي الفنّيّة، ومن بينها مشروع «في انتظار دائم للزهر الأبيض» الّذي شارك في «معرض الهيمنة على الحشائش» (2020) في «مؤسّسة عبد المحسن القطّان»، وعنه كتبت الصفدي: "كان التمرّد خيارها؛ فسارت عكس التيّار. نمت بعيدًا عن موطنها، وطوّرت آليّات دفاعيّة تمكّنها من حماية نفسها ونواتها من كلّ تهديد. ظلّت تطوّر هذه الآليّات شيئًا فشيئًا حتّى أصبحت جزءًا متأصّلًا من تكوينها، متحوّلة إلى بذرة محاربة ذات هيكل دفاعيّ مقاوم. "غريبة ستظلّين لا شيء يؤنسك ولا شيء يؤذيك، وحيدة هناك بعيدًا، حيث الضوء كثير والعتمة أكثر، قويّة متينة متشبّعة بكلّ ما يجعل الموت حولك مستحيًلا"، وفي انتظار دائم للزهر الأبيض".
كما كتبت عنه الناقدة الفنّيّة رنا عناني: "تعمل الصفدي على منحوتة تتّخذ شكل البذرة، وتكسبها لون الصدأ من معدن عالجته ليتآكل. عند اقتراب المشاهد من المنحوتة تبدأ فورًا بالدوران وكأنّ مجسم البذرة يحاول حماية نفسه وطرد العابثين عنه. بدورانها تصدر البذرة صوتًا خافتًا لمعدن صدئ يتحرّك، بالإمكان سماعه والشعور بارتاجاجاته ممّا يضفي روحًا لمجسّم البذرة وطاقة طاردة للعابثين. يستمرّ مجسّم البذرة في التفاعل مع الهواء ويستمرّ في تعرّضه للصدأ، فنرى قشورًا رقيقة تتساقط من المنحوتة أثناء دورانها. يأتي شكل المجسّم وحركته ليعكسا محاولة البذرة حماية الحياة داخلها من خلال آليّات دفاعيّة طوّرتها لتتاح لها فرصة النموّ عند توفّر الظروف الملائمة".
فنّانة سوريّة درست في «كلّيّة الفنون الجميلة» في «جامعة دمشق». تنشط في «مركز فاتح المدرّس» وأقامت عدّة معارض فنّيّة كان أوّلها معرض «في حضرة الغراب» عام 2008.